وأخيراً نلفت نظر القارئ ، إلى محقّق
عصرنا السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي ، فقد قال في كتابه « أجوبة مسائل موسى
جار الله » نسب إلى الشيعة القول بتحريف القرآن بإسقاط كلمات وآيات ، ثم قال :
نعوذ بالله من هذا القول ، ونبرأ إلى الله تعالى من هذا الجهل ، وكلُّ من نسب هذا
الرأي إلينا ، جاهل بمذهبنا أو مفتر علينا ، فإنّ القرآن العظيم والذكر الحكيم
متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته وسائر حروفه وحركاته وسكناته تواتراً قطعياً
عن أئمّة الهدى من أهل البيت عليهمالسلام
ولا يرتاب في ذلك إلاّ معتوه [١].
ثم إنّ المتحاملين على الشيعة في مسألة
تحريف القرآن يستندون إلى كتاب « فصل الخطاب » للمحدّث النوري الّذي جمع فيه
المسانيد والمراسيل الّتي استدل بها على النقيصة ، ولكن غفل المتحامل عن الرسائل
الكثيرة الّتي أُلّفت ردّاً عليه ، وكفى بذلك ما ذكره العلامة البلاغي فقال : إنّ
القسم الوافر من الروايات ترجع أسانيده إلى بضعة أنفار وقد وصف علماء الرجال كلاًّ
منهم بأنّه :
١. إمّا ضعيف الحديث ، فاسد المذهب ،
مجفو الرواية.
٢. وإمّا بأنّه مضطرب الحديث والمذهب
يعرف حديثه وينكر ، ويروي عن الضعفاء.
٣. وإمّا بأنّه كذّاب متهم لا استحل أن
أروي من تفسيره حديثاً واحداً ، وانّه معروف بالوقف وأشد الناس عداوة للرضا عليهالسلام.
٤. وإمّا بأنّه كان غالياً كذّاباً.
٥. وإمّا بأنّه ضعيف لا يلتفت إليه ولا
يعول عليه ومن الكذّابين.