أدرك فأسلم وعقل أمر
الدين ورضيه ، فهو عندنا ممّن صحب رسول الله ، ولو ساعة من نهار ، ولكن أصحابه على
طبقاتهم وتقدمهم في الإسلام.
٣. قال أحمد بن حنبل : أصحاب رسول الله
كل من صحبه شهراً أو يوماً أو ساعة أو رآه.
٤. قال البخاري : من صحب رسول الله أو
رآه من المسلمين فهو من أصحابه.
٥. وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب :
لا خلاف بين أهل اللغة في أنّ الصحابي مشتق من الصحبة قليلاً كان أو كثيراً ، ثم
قال : ومع هذا فقد تقرّر للأُمّة عرف ، فإنّهم لا يستعملون هذه التسمية إلاّ في من
كثرت صحبته ولا يجيزون ذلك إلاّ فيمن كثرت صحبته لا على من لقيه ساعة أو مشي معه
خطى ، أو سمع منه حديثاً ، فوجب ذلك أن لا يجري هذا الاسم إلاّ على من هذه حاله ،
ومع هذا فإنّ خبر الثقة الأمين عنه مقبول ومعمول به ، وإن لم تطل صحبته ولا سمع
عنه حديثاً واحداً.
٦. وقال صاحب الغوالي : لا يطلق اسم
الصحبة إلاّ على من صحبه ثم يكفي في الاسم من حيث الوضع ، الصحبة ولو ساعة ، ولكن
العرف يخصصه بمن كثرت صحبته.
قال الجزري بعد ذكر هذه النقول : قلت :
وأصحاب رسول الله على ما شرطوه كثيرون ، فإنّ رسول الله شهد حنيناً ومعه اثنا عشر
ألف سوى الأتباع والنساء ، وجاء إليه « هوازن » مسلمين فاستنقذوا حريمهم وأولادهم
، وترك مكة مملوءة ناساً وكذلك المدينة أيضاً ، وكل من اجتاز به من قبائل العرب
كانوا مسلمين ، فهؤلاء كلّهم لهم صحبة وقد شهد معه تبوك من الخلق الكثير ما لا