عدالة الصحابة كلهم بلا استثناء ،
ونزاهتهم من كل سوء هي إحدى الأُصول الّتي يتدين بها أهل السنّة ، وقد راجت تلك
العقيدة بينهم حتّى اتخذها الإمام الأشعري إحدى الأُصول الّتي يبتني عليها مذهب
أهل السنّة جميعاً [١].
ونحن نعرض هذه العقيدة على الكتاب أوّلاً ، وعلى السنّة النبوية الصحيحة ثانياً ،
والتاريخ ثالثاً ، حتّى يتجلّى الحق بأجلى مظاهره إن شاء الله تعالى ، وقبل أن
ندخل في صلب المسألة نقدّم تعريف الصحابي فنقول :
من هو الصحابي ؟
إنّ هناك تعاريف مختلفة للصحابي نأتي
ببعضها على وجه الإجمال :
١. قال سعيد بن المسيب : الصحابي لا
نعدّه إلاّ من أقام مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين.
٢. قال الواقدي : رأينا أهل العلم يقولون
: كل من رأى رسول الله ، وقد
[١] مقالات
الإسلاميين : ١ / ٣٢٣. يقول : ويعرفون حق السلف الذين اختارهم الله سبحانه بصحبة
نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ويأخذون
بفضائلهم ويمسكون عمّا شجر بينهم صغيرهم وكبيرهم.