إنّ هذا التحليل لا يبتنى على أساس رصين
وإنّما هو من الأوهام والأساطير التي اخترعتها نفسية الرجل وعداؤه للإسلام
والمسلمين أوّلاً ، والشيعة وأئمّتهم ثانياً ، وسيوافيك بيان منشأ ظهور تلك
الفكرة.
القرآن يطرح مسألة
العصمة
إنّ العصمة بمعنى المصونية عن الخطأ
والعصيان مع قطع النظر عمن يتصف بها ، قد ورد في القرآن الكريم ، فقد جاء وصف
الملائكة الموكلين على الجحيم بهذا الوصف إذ يقول : (عَلَيْهَا
مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا
يُؤْمَرُونَ)[١].
ولا يجد الإنسان كلمة أوضح من قوله
سبحانه : (لا يَعْصُونَ اللهَ
مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) في تحديد
حقيقة العصمة ، وواقعها ، والفات الإنسان المتدبر في القرآن إلى هذه الفكرة ، وذاك
الأصل.