الأَصْنَامَ)[١] ، فلم تزل ناس من ذرية إبراهيم عليهالسلام على الفطرة يعبدون الله تبارك وتعالى ،
ويدلّ عليه قوله : (وَجَعَلَهَا
كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ)[٢] فإنّ الكلمة الباقية هي كلمة التوحيد ،
وعقب إبراهيم عليهالسلام
هم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وآله الكرام
، قال بعض الأفاضل : اللّهم حل بيننا وبين أهل الخسران والخذلان الذين يؤذون رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بنسبة ما لا
يليق بأبويه الكريمين الشريفين الطاهرين ـ إلى أن قال ـ : فهما ناجيان منعّمان في
أعلى درجات الجنان ، وما عدا ذلك تهافت وهذيان ، لا ينبغي أن تصغي له الأُذنان ولا
أن يعتني بإبطاله أُولو الشأن [٣].
إذا وقفت على ما ذكرنا تعرف قيمة كلمة
ابن حزم الأندلسي في أحكامه [٤]
، حيث نسب إلى والدي النبي الأكرم ما لا يليق بساحتهما ، ويكفي في سقوط هذه الكلمة
أنّ راويها وكاتبها ابن حزم الذي أجمع فقهاء عصره على تضليله والتشنيع عليه ونهي
العوام عن الاقتراب منه وحكموا بإحراق كتبه [٥].
وقال ابن خلّكان في وفياته : وكان كثير
الوقوع في العلماء المتقدمين لا يكاد يسلم أحد من لسانه ، فنفرت عنه القلوب ،
واستهدف فقهاء وقته ، فتمالأوا على بغضه ، وردّوا قوله ، وأجمعوا على تضليله ،
وشنّعوا عليه ، وحذّروا سلاطينهم من فتنته ، ونهوا عوامّهم عن الدنو إليه والأخذ
عنه ، فأقصته الملوك وشردته عن بلاده حتّى انتهى إلى بادية « لبلة » ، فتوفي بها
آخر نهار الأحد لليلتين بقيتا من شعبان سنة ست وخمسين وأربعمائة ، وقيل إنّه توفي
في « منت ليشم » ، وهي قرية ابن حزم المذكور. وفيه قال أبو العباس ابن العريف :
كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج ابن يوسف شقيقين ، وإنّما قال ذلك لكثرة وقوعه في
الأئمّة [٦].