فقد توفّق الإمام
الأشعري في إصلاح العقائد الحنبلية بعد ثبوتها في نفوس الناس وانتشارها في العالم.
٣. المؤوّلة
إنّ المؤوّلة من الباطنية ليسوا بأقل
خطراً من أصحاب الجمود ، فقد وضعوا لتفسير المفاهيم الإسلامية ضابطة باطلة لا
يوافقها العقل ولا دلّ عليها من الشرع شيء ، قالوا :
للقرآن ظاهر وباطن ، والمراد منه باطنه
دون ظاهره المعلوم من اللغة ، ونسبة الباطن إلى الظاهر كنسبة اللب إلى القشر ،
وانّ باطنه يؤدي إلى ترك العمل بظاهره ، واستدلوا على ذلك بقوله سبحانه : (فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ
بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ)[١]. [٢]
فإذا كانت تلك الضابطة في فهم الشريعة
والعمل بالقرآن صحيحة ، إذن أصبحت الشريعة غرضاً لكل نابل ، وفريسة لكل آكل ، فلا
يبقى منها شيء ، وفي هذه الحالة يدّعي كل مؤوّل أنّ الحق معه ، وأنّ المراد ما
اختاره من التأويل على الرغم من اختلاف تأويلاتهم ، انظر إلى ما يقولون حول
المفاهيم الإسلامية وأنّهم كيف يتلاعبون بها ، فالصلاة عبارة عن الناطق الّذي هو
الرسول ، لقوله سبحانه : (إِنَّ
الصَّلاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنكَرِ)[٣].
والغسل عبارة عن تجديد العهد ممن أفشى
سراً من أسرار الباطنية من غير