إلى غير ذلك من المعارف العليا الواردة
في القرآن الكريم ، ولا يحصل عليها الإنسان إلاّ بالتدبّر والتعقّل ، ولا تكفي في
التعرّف عليها العلوم الحسّية وإن بلغت القمة.
ثم إنّ لصدر المتألّهين كلاماً حول هذه
الطائفة طوينا الحديث عن ذكره ، كما أنّ للسيد العلاّمة الطباطبائي كلاماً قيماً
آخر تركنا ذكره روماً للاختصار [٥].
٤. انّ العقيدة الأشعرية هي عقيدة
حنبلية معدّلة ، وقد تصرّفت في جميع ما كان غير معقول في العقيدة الأُولى ، فلأجل
ذلك حلّت محل ذلك المذهب بعد اضطرابات واشتباكات بين معدّل المذهب وأتباع العقائد
الحنبلية.
وقد توفق الرجل في تعديل المذهب ،
وأوّلَ منه ما يناقض العقول ، ومع ذلك كلّه أبقى من المذهب الحنبلي أُموراً على
وجهها ولم يقدر على تأويلها ، وهي عبارة عن : مسألة قدم القرآن أوّلاً ، ورؤية
الله سبحانه ثانياً ، والقول بالقضاء والقدر على وجه يجعل الإنسان مكتوف الأيدي ،
فلو أغمضنا النظر عن هذه المسائل الثلاث ،