responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاهيم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 4  صفحه : 369

إلى أرض ، إذا خرجت من هذه إلى هذه ، وهذا المعنى أراده الأعرابي بقوله « يا نبيء الله » لأنّه خرج من مكة إلى المدينة فأنكر عليه الهمزة ، لأنّه ليس من لغة قريش ، وقيل إنّ النبي مشتق من النبأة وهي الشيء المرتفع [١].

حكى الصدوق في معانيه عن أبي بشر اللغوي أنّه سمع منه في مدينة « السلام » أنّ « النبوّة » مأخوذة من « النبوة » وهو ما ارتفع من الأرض ، فمعنى النبوّة : الرفعة ، ومعنى النبي : الرفيع [٢].

قال ابن فارس : إنّ النبي من النبوة وهو الارتفاع كأنّه مفضل على سائر الناس برفع منزلته ، ويقولون : النبي ، الطريق « النبأ » الخبر ، والمعنى المخبر ومن يهمز النبي فلأنّه أنبأ عن الله سبحانه [٣].

وقال في المعجم الوسيط [٤] النبوة سفارة بين الله عز وجل وبين ذوي العقول لإزاحة عللها ، النبي المخبر عن الله وتبدل الهمزة وتدغم فيقال : النبي.

هذه نصوص أئمّة اللغة والتفسير ، ولو أردنا الاستيعاب لخرجنا عما هو المقصود وكلها تهدف إلى أنّ لفظ ( النبي ) لو كان مشتقاً من « نبو » ( الناقص الواوي ) بمعنى ارتفع ، فهو بمعنى المرتفع منزلة ، وإن كان من النبأ بالهمزة ، فهو المخبر عن الله وعلى أي تقدير ، فلا ترى في كلام واحد من أصحاب المعاجم دخول أحد هذه الفروق المذكورة في صلب معناه وجوهره حسب الوضع الأوّلي ، فلو دل على شيء منها فإنّما هو لعلّة أُخرى كما نشير إليه في آخر البحث.

وأمّا الرسول فقد قال الراغب في مفرداته : « أصل الرسل هو الانبعاث على


[١] راجع الصحاح مادة « النبأ ».

[٢] معاني الأخبار : ٣٩.

[٣] المقاييس : مادة « النبأ ».

[٤] أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

نام کتاب : مفاهيم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 4  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست