إلى أرض ، إذا خرجت
من هذه إلى هذه ، وهذا المعنى أراده الأعرابي بقوله « يا نبيء الله » لأنّه خرج من
مكة إلى المدينة فأنكر عليه الهمزة ، لأنّه ليس من لغة قريش ، وقيل إنّ النبي مشتق
من النبأة وهي الشيء المرتفع [١].
حكى الصدوق في معانيه عن أبي بشر اللغوي
أنّه سمع منه في مدينة « السلام » أنّ « النبوّة » مأخوذة من « النبوة » وهو ما
ارتفع من الأرض ، فمعنى النبوّة : الرفعة ، ومعنى النبي : الرفيع [٢].
قال ابن فارس : إنّ النبي من النبوة وهو
الارتفاع كأنّه مفضل على سائر الناس برفع منزلته ، ويقولون : النبي ، الطريق «
النبأ » الخبر ، والمعنى المخبر ومن يهمز النبي فلأنّه أنبأ عن الله سبحانه [٣].
وقال في المعجم الوسيط [٤] النبوة سفارة بين الله عز وجل وبين ذوي
العقول لإزاحة عللها ، النبي المخبر عن الله وتبدل الهمزة وتدغم فيقال : النبي.
هذه نصوص أئمّة اللغة والتفسير ، ولو
أردنا الاستيعاب لخرجنا عما هو المقصود وكلها تهدف إلى أنّ لفظ ( النبي ) لو كان
مشتقاً من « نبو » ( الناقص الواوي ) بمعنى ارتفع ، فهو بمعنى المرتفع منزلة ، وإن
كان من النبأ بالهمزة ، فهو المخبر عن الله وعلى أي تقدير ، فلا ترى في كلام واحد
من أصحاب المعاجم دخول أحد هذه الفروق المذكورة في صلب معناه وجوهره حسب الوضع الأوّلي
، فلو دل على شيء منها فإنّما هو لعلّة أُخرى كما نشير إليه في آخر البحث.
وأمّا الرسول فقد قال الراغب في مفرداته
: « أصل الرسل هو الانبعاث على