هل كانت الشريعة التي أتى بها موسى في
الألواح التي يصفها الله سبحانه بقوله : (وَكَتَبْنَا
لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ) ( الأعراف ـ
١٤٥ ).
مختصة بقومه أم تعم غيرهم ؟ ظاهر بعض
الآيات ، يفيد كون كتابه حجة على الناس كلهم حيث وصفه بكونه ، هدى ونوراً للناس
وقال : (قُلْ مَنْ أَنزَلَ
الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدىً لِّلنَّاسِ) ( الأنعام ـ
٩١ ).
فإذن هو ضياء وذكر للمتقين سواء أكانوا
من بني إسرائيل أم غيرهم وقوله سبحانه : (قَالُوا
يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ
مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ
مُّسْتَقِيمٍ) ( الاحقاف ـ ٣٠ ).
فإنّ وصف الجن للقرآن بأنّه نزل من بعد
كتاب موسى مع كون القرآن ومن جاء به مبعوثين إلى الانس والجن ، يشعر بكون كتاب
موسى مثله أيضاً نزلا إلى كلّ من الفريقين ، فكيف تجتمع خصوصية رسالته مع كون
كتابه دليلاً وحجة على الكلّ ؟
[١] البحث عن عموم
شريعته ، فرع ثبوت سعة دعوته في مسألة عبادة الله وخلع عبادة الأوثان وقد عرفت عدم
ثبوتها ، فالبحث عن عموم شريعته مبني على ثبوت عموم دعوته في جانب الاُصول.