٢. ( يَا أَيُّهَا
النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ
الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) ( البقرة ـ ١٦٨ ) إلى غير ذلك ...
فترى أنّه يخاطب الناس ، ويقول : يا
أيّها الناس ... تصريحاً منه على أنّ رسالته السماوية إلى الناس كلهم ، لا إلى صنف
خاص منهم.
فلو كان الإسلام ديناً اقليمياً ،
ورسالته طائفية ، فلماذا تأتي هتافاته بلفظ : ( يَا أَيُّهَا
النَّاسُ )
؟!.
فقد تكرر هذا النداء في الكتاب ست عشرة
مرة.
بل لماذا يخاطب أهل الكتاب ويناديهم
بقوله ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ ) ؟ فقد ورد هذا الخطاب في الذكر الحكيم
اثنتي عشرة مرة.
وربّما يستدل في المقام بالخطابات
الواردة في القرآن موجهة إلى بني آدم لكن الاستدلال بها لا يخلو من الاشكال ، كما
سيوافيك بيانه عند البحث عن ختم الدين والرسالة [١].
الثالث
: انّ القرآن ربّما يأخذ العنوان العام
موضوعاً لكثير من أحكامه ، من غير تقييد بلون ، أو عنصر ، أو شعب أرض خاصة ، وهذا
يكشف عن أنّه بعث إلى إصلاح المجتمع البشري في مشارق الأرض ومغاربها ، وأنّ
الرسالة التي اُلقيت على عاتقه لا تحدد بحد ، ودونك نماذج من هذا القسم :
١. ( وَللهِ عَلَى
النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) ( آل عمران ـ ٩٧ ).
فقد أوجب حج البيت على الناس إذا
استطاعوا إليه ، عرباً كانوا ، أم غير عرب ،