وقال أمين الإسلام في مجمع البيان :
ذكروا للاُمّي معاني :
أوّلها : أنّه الذي لا يكتب ولا يقرأ.
ثانيها : أنّه منسوب للاُمّة والمعنى
أنّه على جبلة الاُمّة قبل استفادة الكتاب.
ثالثها : أنّه منسوب إلى الاُم والمعنى
أنّه على ما ولدته اُمّه قبل تعلم الكتابة.
قلت : هذه المعاني متقاربة تهدف إلى
مفهوم واحد. وإنّما الاختلاف في انتسابه إلى الاُم أو الاُمّة وقد جمع ابن فارس في
كلامه كلا الاحتمالين.
هذه نصوص بعض أئمّة اللغة وأساطين
التفسير ، إذا شئت فلاحظ كلمات الباقين منهم.
الآراء الشاذة في تفسير الاُمي :
ربّما يجد القارئ في طيات بعض التفاسير
معاني اُخر للاُمّي لا تتفق مع ما أصفقت عليه أئمّة اللغة والتفسير فلا بأس بذكرها
ودحضها :
١. الاُمي منسوب إلى اُم القرى وهي علم
من أعلام مكة كما يدل عليه قوله سبحانه : (وَكَذَٰلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ
وَمَنْ حَوْلَهَا) ( الشورى ـ ٧ ) وعلى ذلك فالمراد من
الاُمي أنّه مكي.
وفيه مواقع للنظر والنقد :
أوّلاً : إنّ اُم القرى ليست من أعلام
مكة ـ وإن كان يطلق عليها ـ غير أنّ الإطلاق لا يدل على كونه من أعلامها ، بل هو
موضوع على معنى كلي وهي إحدى مصاديقه ولا تنس ما ذكره ابن فارس بقوله : « كل مدينة
هي اُم ما حولها من القرى » فيعلم من ذلك