وأمّا تفصيل الآيات التي تمثل رأي
الإسلام في الدعوة إلى الدين والدنيا ، إلى الروح والجسم ، إلى المادة والمعنى ،
فليرجع فيه إلى الكتب المعدة لبيان ذلك.
ونختم البحث بكلمة عن أمير المؤمنين عليهالسلام حيث قال : للمؤمن ثلاث ساعات ، ساعة
يناجي فيها ربّه ، وساعة يرم فيها معاشه ، وساعة يخلي بينه وبين نفسه ولذاتها [١].
فقد قرن بين عبادة الله وطلب الرزق
وترفيه النفس ، بحيث جعل الجميع في مستوى واحد ، فندب إلى عبادة الله ، كما ندب
إلى طلب المعاش ، وتوخي اللذة بحكم واحد بلا مفاضلة.
فلو كان أداء الصلاة والصوم والقيام
بالحج وظيفة دينية ، فشق الطريق لطلب الرزق والمعاش ، والقيام بالنزهة بين الرياض
أو سباحة في البحر والعمل الرياضي البدني ، وظيفة دينية للمؤمن ، كما نص الإمام عليهالسلام.
وهذا من الاُسس التي تنسجم مع الإسلام
وتحول بينه وبين التصادم مع الحضارات المتواصلة ، إلى عصرنا هذا ، فإذا كان المنهج
، منهجاً متوسّطاً بين المادية والروحية ، مطابقاً لفطرة الانسان انقادت له مقاليد
الحضارات الانسانية الصاعدة وارتفع التصادم.
٢. النظر إلى المعاني ، لا المظاهر :
إنّ الإسلام ينظر إلى المعاني والحقائق
، لا المظاهر والقشور ، ولذلك لا تجد في الإسلام مظهراً خاصاً من مظاهر الحياة ،
له من القداسة ما يمنع تغييره ، ويوجب حفظه إلى الأبد بشكله الخاص ، ولأجل ذلك لا
يقع التصادم بين تعاليمه مع التقدم العلمي الهائل في مظاهره ، وأشكاله الخارجية.
توضيحه : أنّه لا شك أنّه كان في زمن
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هندسة خاصة
للمساكن