« لا تجد في الكون المادي أمراً خالداً
باقياً عبر الأجيال ، والدهور ، أوليس التحول ناموساً عاماً في الفلسفة ؟ وهل في
العالم المادي أصل ثابت وموجود خالد ، فكيف يكون الإسلام أمراً ثابتاً » ؟
توضيحه :
أنّ الإسلام قد أعلن بصوت عال أنّه دين
الله الخالد إلى يوم القيامة ، وأنّه لا شريعة ولا دين ولا كتاب سماوي بعده ، وأنّ
قوانينه وتشريعاته غير متغيّرة عبر الأجيال والقرون ، وأنّ حلال محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى
يوم القيامة.
وعند ذلك يعترض السائل ويقول : إنّ
الكون بعامة أجزائه ، بسمائه وأرضه ، وما تحتويانه ، متغيّر متبدّل ليس له أيّ
إستقرار وأنّ الحركة والتبدل والتغيّر في الكون ناموس عام في الفلسفة الالهية
والمادية ، وليس لنا في عالم المادة أصل ثابت أبداً ، سوى قولنا : « ليس لنا أصل
ثابت » ، ومع هذا الأصل الفلسفي ، كيف يدعي الإسلام بقاءه وثباته ودوامه وصونه عن
طوارق التغير والتبدل ؟
الجواب :
قد خلط السائل بين الموجودات المادية
والنواميس الحاكمة عليها فانّ المتغير إنّما هو الأوّل ، دون الثاني ، فإنّ السماء
وما فيها من الشموس والأقمار والنجوم متغيّرات والأرض سهلها وجبلها والبحر وما
تنطوي عليه من عظائم الموجودات لا تستقر على