النسخ التدريجي عام
فوت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّ العصور
التي جاءت من بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم
لم تكن عصوراً ازدهر فيها الإسلام بل كانت عهد الجور والعدوان ، حيث تآمرت قريش
على تداول الخلافة في قبائلها واشرأبت إلى ذلك اطماعها ، فتصافقوا على تجاهل النص
، وأجمعوا على صرف الخلافة من أوّل يومها عن وليّها المنصوص عليه إلى غير ذلك من
الملمّات والنوازل.
ولو كان ظهور العيث والفساد في المجتمع
الإسلامي ورفض الشريعة في مراحل الحياة ، ملازمة للنسخ التدريجي للشريعة ، فليكن
عهد يزيد الخمور والفجور من هذه العهود التي أخذت تعربد بلسان قائله :
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل
أفلا تعجب من الكاتب ، أنّه جعل تلك
العهود المظلمة التي امتدت عشرات السنين وكانت وبالاً على الإسلام من العصور
الزاهرة ، مع أنّه أخرج عهود القسط والعدل الموعود بخروج الإمام الثاني عشر ( التي
ترفرف فيها أعلام القسط والعدل وتخفق رايات الحق والهداية في كل صقع ) من الأصقاع
التي ينمو فيها الإسلام ، ويزدهر. كبرت كلمة تخرج من أفواههم.
وأمّا البحث عن هدف الآية وأنّه سبحانه
ماذا يريد من قوله : (يَعْرُجُ
إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ) فله منّا
بحث آخر ، وسوف نعطي حقه عند البحث عن المعاد في القرآن الكريم ، فإنّ اليوم الذي
يعادل ألف سنة من الآيام الاخروية.