واُولوا العزم من الرسل الذين قطعوا
العلائق [١]
بينهم وبين من لم يؤمن من الذين بعثوا إليهم كنوح عليهالسلام
إذ قال : (لا تَذَرْ عَلَى
الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا) وكمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ تبرّأ من الكافر وبرّأه الله تعالى
منهم وأمره بقتالهم في براءة من الله ورسوله [٢].
٢. وفسّره الراغب بالقصد وعقد القلب ،
من غير إشارة إلى أصله الذي اخذ منه هذا المعنى وقال : العزم والعزيمة عقد القلب
على امضاء الأمر قال : (فَإِذَا
عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) ، (وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ) ، (وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ) ، (إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) ، (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) أي محافظة
على ما اُمر به وعزيمة على القيام ، والعزيمة تعويذ كأنّه تصوّر أنّك قد عقدت بها
من الشيطان أن يمضي ارادته فيك وجمعها العزائم.
٣. وفسّره الفيروز آبادي بقوله : عزم
على الأمر أراد فعله وقطع عليه ، أو جدّ في الأمر ـ إلى أن قال ـ : واُولوا العزم
من الرسل الذين عزموا على أمر الله فيما عهد إليهم ، ونقل عن الزمخشري : اُولوا
الجد والثبات والصبر.
والمحصّل من هذه النقول أنّ المعنى
الأصيل لهذا اللفظ هو القطع ضد الوصل ، ثم يستعمل لأجل المناسبة في عقد القلب
والثبات والصبر.
أمّا القرآن فالظاهر أنّه لم يستعمل فيه
إلاّ بمعنى عقد القلب مثل قوله :
(فَإِذَا
عَزَمَ الأَمْرُ) ( محمد ـ ٢١ ).
(فَإِذَا عَزَمْتَ
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) ( آل عمران ـ ١٥٩ ).
(وَإِنْ
عَزَمُوا الطَّلاقَ) ( البقرة ـ ٢٢٧ ).
(وَلا
تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ) ( البقرة ـ ٢٣٥
).