فمن يطالع الأحاديث والأخبار الواردة عن
النبيّ والأئمّة الطاهرين يجد سلسلةً من الوظائف المخوّلة إلى ( الإمام ) وهو
يدلُّ بالدلالة الإلتزاميّة على وجود الحكومة في النظام الإسلاميّ ، وأنّ الأئمّة
كانوا يعتبرون وجود الإمام والحاكم أمراً مفروضاً ولذلك كانوا يعتبرون هذه الاُمور
من وظائف الحاكم.
وبالتالي ، أنّ ما يمكن أن يستظهر من
خلال الروايات الكثيرة لزوم وجود ( دولة ) تقوم بالأعمال الاجتماعيّة الكثيرة التي
لم يكلّف بها في الإسلام مسؤول خاص من عامّة الناس ، بل جعل أمر إجرائها والقيام
بها على عاتق الإمام ( أو الحاكم ).
وذلك يدل على لزوم وجود جهاز تنفيذيّ
يقوم بهذه المسؤوليات والأعمال الاجتماعيّة الحيويّة ، ويدلُّ على أنّ الحكومة قد
كانت مفروضة الوجود في نظرهم.
واليك نماذج من الأحاديث التي توكل بعض
الأعمال إلى ( الإمام ) والحاكم اللّذين يعدّان رمزاً للحكومة. وما ذكرناه في هذه
الصحائف قليل من كثير ، ولم نأت بالجميع ابتغاءً للإختصار ، ويمكن للقارئ الكريم
أن يجد أكثر ما ذكرناه إذا تصفّح المجاميع الحديثيّة لا سيّما الأجزاء العشرة
الأخيرة من وسائل الشيعة :
* * *
١. يقول الإمام الصادق في الأنفال : «
وما أخذ بالسّيف فذلك إلى الإمام يقبله بالذّي يرى كما صنع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بخيبر » [١].
٢. وفي الزكاة لمّا سئل الإمام الصادق عليهالسلام عمّا يعطى المصّدّق ( أي الذي يجبي
الصّدقات ) قال : « ما يرى الإمام ولا يقدّر له شيء » [٢].
٣. وفي تقسيم الزكاة قال الإمام الصادق عليهالسلام : « والغارمين ... يجب على الإمام أن
يقضي عنهم ويفكّهم من مال الصدّقات ».