غير انّ الإجابة عن هذا الاستدلال أيضاً
واضحة ، فإنّ المراد بعد الغض عن احتمال كون المراد الأصنام المنحوتة لا كل موجود
سواه ، نفي الخالقية اللائقة لساحته سبحانه ، وهي الخالقية المستقلة غير المعتمدة
على شيء ومن المعلوم أنّ الخالقية بهذا المعنى لا يقدر عليها أحد.
إذا وقفت على استدلال الطرفين من حيث
صدق الخلق على الفعل وعدم صدقه ، فهلمّ معنا نوقفك على الحقيقة وانّه هل يجوز
استعمال لفظ الخلق في مورد الأعمال وعدمه ؟
فنقول : أمّا أوّلاً : لا شك أنّ الخلق
يتعلّق بالفعل كما يتعلّق بالذات ، كما في قوله سبحانه :
(إِنَّما
تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ
تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً)[١].
فإنّ قوله سبحانه : (وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) بمعنى
تقولون : كذباً ، فليس الكذب والصدق إلاّ من أفعال البشر.
وفي الحديث :
« خلقت الخير وأجريته على يدي من أحب
وخلقت الشر وأجريته على يدي من أُريد ».
قال الطريحي في تفسير الحديث : المراد
بخلق الخير والشر خلق تقدير لا خلق تكوين ، ومعنى التقدير نقوش في اللوح المحفوظ ،
ومعنى خلق التكوين