ثم إنّه وقع النزاع في صحة استعمال لفظ
الخلق في الأفعال ، لغة ، وانّه هل يتعلّق الخلق بالأفعال كتعلّقه بالذوات ، أو
أنّه لا يتعلّق إلاّ بالذوات ، وأمّا الأفعال والأحداث فيتعلّق بها الإيجاد ،
والإنسان موجد لفعله لا خالق له ، فيقال : أوجد فعله ولا يقال : خلقه.
وربما يستدل على صحة تعلّقه بالفعل
والعمل بقوله تعالى :
والشاهد هو قوله : (خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) غير انّه
يمكن أن يقال : انّ المراد من الموصول في قوله : (وَمَا
تَعْمَلُونَ) هو الأصنام التي كانوا يعملونها
وينحتونها بقرينة ما سبقها من الآيات ، أعني قوله : (فَرَاغَ
عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ) والمقصود
انّ الله خلقكم وخلق الأصنام التي تصنعونها ، ويكون وزان الآية وزان قوله سبحانه :
(يَعمَلُونَ لَهُ مَا
يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَان كَالْجَوَابِ)[٢].
وبذلك يسقط الاستدلال بالآية.
وربما يستدل على نفي صحة اسناد الخلق
إلى غيره سبحانه بقوله تعالى :