هذه الآيات وما قبلها تبيّن « التوحيد
الخالقي » بوضوح ولا تعترف بخالق أصيل ومستقل إلاّ الله ، كما أنّها لا تعترف
بمقدّر أصيل للأشياء وهاد واقعي لها غيره سبحانه.
ما هو معنى الخالقية ؟
ماذا يراد من أنّ الله سبحانه هو الخالق
الوحيد وانّ الذوات والأشياء وما يتبعها من الأفعال والآثار حتى الإنسان وما يصدر
منه ، مخلوقات لله سبحانه بلا مجاز ولا شائبة عناية ؟
إنّ الوقوف على تلك الحقيقة القرآنية
يتوقف على تحليل معنى الخلق لغة واستعمالاً.
إنّ لفظة « الخلق » تارة يراد منها «
التقدير » وأُخرى الإبداع والإيجاد ، والميزان في ذلك هو إنّه إذا قيل : خلق هذا
من ذاك وذكرت معه المادة القابلة للصياغة والتصوير والنحت والتكوين يراد منه
التقدير ، قال سبحانه حاكياً عن سيدنا المسيح عليهالسلام
: