ولا يمكن أن تكون هناك عبارات أوضح من
هذه العبارات في إفادة المقصود وهو : أنّ كل الأشياء ـ بذاتها وآثارها ـ معلولة
لله ومخلوقة له سبحانه.
فهو الذي خلق الشمس والقمر والنار ، وهو
الذي أعطاها النور والضوء والحرارة ، وأقام ارتباطاً وثيقاً بين هذه الآثار وتلك
الأشياء.
وبالتالي فهو الذي أعطى للأسباب
سببيّتها وللعلل علّيتها.
إنّ القرآن يرى ـ بحكم نظرته الواقعية ـ
بأنّ كل ما في هذه الحياة من سماء وكواكب وأرض وجبال وصحراء وبحر ، وعناصر ومعادن
، وسحاب ورعد وبرق وصاعقة ، ومطر وبرد ، ونبات وشجر ، وحجر وحيوان وإنسان ، وغيرها
من الموجودات غير مستقلة في التأثير ، وإنّ كل ما ينتسب إليها من الآثار ليست
لذوات هذه الأسباب ، وانّما ينتهي تأثير هذه المؤثرات إلى الله سبحانه.