أمّا أنّها لا يمكن أن تكون عن طريق
الوراثة ، فلأنّ المعلومات لا يمكن أن تنتقل من أحد إلى أحد من هذا الطريق ، وإلاّ
لكان ابن الطبيب طبيباً بالوراثة ، ولكان ابن العالم عالماً بالوراثة حتماً دون أن
يتلقّى العلم أو الطب من أحد.
وأمّا أنّ هذه الحيوانات لا تفعل ما
تفعل بتأثير الغريزة فقط ، فلأنّ الغريزة لا يمكن أن تخضع للانتخاب والاختيار ،
بينما نجد كثيراً من هذه الحيوانات عندما تواجه مفترق طرق متعدّدة تختار إحداها
بفعل ما تتلقّاه من الهداية والتوجيه ، وهذه الهداية التي تعين الحيوانات على
الانتخاب والاختيار هو ما يسمّى في منطق القرآن بالوحي أو ما سمّاه بعض العلماء ب
« الإلهام » [١].
ونمثّل لهذا الأمر بما جاء حول النحل في
القرآن الكريم ، إذ يقول :