من الأدلّة التي يقيمها القرآن الكريم
لمعرفة الله هي تلك الهداية التي تشمل مخلوقات الكون وأحياءه بحيث تهتدي ـ بهذه
الهداية ـ إلى طريقها ، وتختار ما يصلحها ، ويناسبها في ظل هذه الهداية الإلهية.
وهذا هو ما أشار إليه النبي موسى بن
عمران عليهالسلام ، واصفاً
الله تعالى عندما سأله فرعون عن ربه ؟ فأجابه بالآية السابقة.
فاهتداء الحيوانات ـ مثلاً ـ إلى طريقها
التي تضمن حياتها وبقاءها دون أن تعرف معلماً أو مدرسة ، أو تتلقّى معلوماتها عن
طريق الوراثة أو ما شابه ، أمر يدلّ على وجود هاد يهديها ، ومرشد يوجّهها إلى ما
يضمن بقاءها واستمرار وجودها ، ومواصلة السير إلى هدفها دون أن تخطأ.
إنّ « اهتداء » هذه الحيوانات إلى ما
يناسب طبيعتها ويوافق خلقتها لا يمكن أن يكون بفعل الوراثة ولا بفعل الغريزة كما
يدّعي البعض.