فَإِنَّا لَا نُخْرِجُهُمْ مِنَ الْهُدَى إِلَى ضَلَالَةٍ أَبَداً وَ أَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَنْهُمْ رَاضٍ وَ أَنَّهُمْ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ وَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ بِرَحْمَتِهِ [بِرَحْمَةٍ] وَ بِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ [و يأمر الملائكة أن] تَسْتَغْفِرُ لَهُمْ يَا عَلِيُّ لَا تَرْغَبْ عَنْ [في] نُصْرَةِ قَوْمٍ يَبْلُغُهُمْ أَوْ يَسْمَعُونَ أَنِّي أُحِبُّكَ فَأَحِبُّوكَ بِحُبِّي إِيَّاكَ وَ دَانُوا إِلَى اللَّهِ بِمَوَدَّتِكَ وَ أَعْطَوْا صَفْوَ الْمَوَدَّةِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ اخْتَارُوكَ عَلَى الْآبَاءِ وَ الْأَوْلَادِ وَ سَلَكُوا طَرِيقَكَ وَ قَدْ تَحَمَّلُوا [حملوا على] الْمَكَارِهَ فِينَا فَأَبَوْا إِلَّا نَصْرَنَا وَ بَذَلُوا الْمُهَجَ فِينَا مَعَ الْأَذَى وَ سُوءِ الْقَوْلِ [وَ] مَا يَسْتَذِلُّونَ بِهِ مِنْ مَضَاضَةِ ذَلِكَ فَكُنْ بِهِمْ رَحِيماً وَ اقْنَعْ بِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ اخْتَارَهُمْ لَنَا بِعِلْمِهِ مِنَ الْخَلْقِ وَ خَلَقَهُمْ مِنْ طِينَتِنَا وَ اسْتَوْدَعَهُمْ سِرَّنَا [شَرَفاً] وَ أَلْزَمَ قُلُوبَهُمْ مَعْرِفَةَ حَقِّنَا وَ شَرَحَ صُدُورَهُمْ وَ جَعَلَهُمْ يَتَمَسَّكُونَ بِحَبْلِنَا لَا يُؤْثِرُونَ عَلَيْنَا مَنْ خَالَفَنَا مَعَ مَا يَزُولُ [نزول] مِنَ الدُّنْيَا عَنْهُمْ وَ مَيْلِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ بِالْمَكَارِهِ وَ التَّلَفِ أَيَّدَهُمُ اللَّهُ وَ سَلَكَ بِهِمْ طَرِيقَ الْهُدَى فَاْعَتَصَمُوا بِهِ وَ النَّاسُ فِي عَمًى مِنَ الضَّلَالَةِ مُتَخَبِّطِينَ فِي الْأَهْوَاءِ عَمًى عَنِ الْمَحَجَّةِ[1] وَ عَمَّا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَهُمْ يُصْبِحُونَ وَ يُمْسُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَ شِيعَتُكَ عَلَى مِنْهَاجِ الْحَقِّ وَ الِاسْتِقَامَةِ لَا يَسْتَوْحِشُونَ إِلَى مَنْ خَالَفَهُمْ لَيْسَ الرِّيَاءُ مِنْهُمْ وَ لَيْسُوا مِنْهُ أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى.
[2]- قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُبَيْدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ عَلَى الْحَوْضِ تَسْقُونَ مَنْ أَحْبَبْتُمْ وَ تَمْنَعُونَ مَنْ كَرِهْتُمْ وَ أَنْتُمُ الْآمِنُونَ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا تَفْزَعُونَ وَ يَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا تَحْزَنُونَ وَ فِيكُمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ إِلَى قَوْلِهِ تُوعَدُونَ وَ هِيَ ثَلَاثُ آيَاتٍ يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ تُطْلَبُونَ فِي الْمَوْقِفِ وَ أَنْتُمْ فِي الْجِنَانِ مُتَنَعِّمُونَ.
[1]. ص: و النافي غمة الضلالة. ر: في عمياء. ص: متحيرون في الأهواء عموا عن الحجة و ما جاء ...
لا يستأنسون إلى من خالفهم.
[2]. هذه الرواية كانت بالأصل تحت الرقم 4 من سورة الفرقان و هي شطر من الرواية المتقدّمة و أوفق لرواية الصدوق منها.
و قد أخرج الحسكاني في الشواهد السطر الأخير بسنده إلى الصدوق.