responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأريخ القرآن نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي    جلد : 1  صفحه : 30

وثمت دليل قرآني آخر في توجيه الخطاب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعبارة « قل » في القرآن الكريم ، وتكرارها فيه أكثر من ثلاثمائة مرة ، تصريح وأي تصريح بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا دخل له في الوحي ، فلا يصوغه بلفظه ، ولا يلقيه بكلامه ، وإنما يلقى إليه الخطاب إلقاء ، فهو مخاطب لا متكلم ، حاك لما يسمعه ، لا معبر عن شيء يجول في نفسه » [١].

لهذا كان إذا نزلت عليه آية أو سورة ، بل وجزء من آية ، يدعو كتبته لتدوينها على الفور نصاً.

* * *

ولقد بهت العرب أمام ظاهرة الوحي القرآني ، وهم أرباب الفصاحة والبلاغة ، وأئمة البيان والفن القولي ، وتذرعوا للتشكيك فيها بمختلف الوسائل ، فأثاروا الشبهات ، وتعلقوا بالأوهام ، فوصفوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالضلال ، والقرآن من ورائهم يناديهم بقوله : ( والنَّجمِ إذا هَوَى (١) ما ضلَّ صاحِبُكُم وَمَا غَوَى (٢) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوَى (٣) إنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى (٤) ) [٢].

وتداعوا مرة أخرى إلى افتراضات متناقضة ، فقالوا : أضغاث أحلام ، وقد أيقنوا بصحوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويقظته ، وردوه إلى الكذب والاختلاق ، وهم أنفسهم وصفوه من ذي قبل بالصادق الأمين ونسبوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الشعر ، وقد علموا بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبعد ما يكون عن مزاج الشاعر وأخيلته ، وما ترك في هذا المجال أثراً يركن إليه بهذه السمة ، وقد عبر القرآن عن ذلك :

( بَلْ قالوا أضغاثُ أحلامِ بل افتراهُ بَل هوَ شاعرٌ ... (٥) ) [٣].

وما استقامت لهم الدعوى في شيء ، ووصموه بالجنون :

( وقالُوا يأيُّها الَّذي نزّلَ عليهِ الذِّكرُ إنّكَ لمجنونٌ (٦) ) [٤].


[١] صبحي الصالح ، مباحث في علوم القرآن : ٣٠.

[٢] النجم : ١ ـ ٤.

[٣] الأنبياء : ٥.

[٤] الحجر : ٦.

نام کتاب : تأريخ القرآن نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست