responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأريخ القرآن نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي    جلد : 1  صفحه : 28

( قُلْ إنما أنا بشرٌ مثلُكُْم يُوحَى إليّ أنما إلهكُمُ إلَهٌ واحِدٌ ... (١١٠) ) [١].

وفي هذا الضوء ، فإن ما يوحى به إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يخلو : إما أن يكون تعليمات يؤمر بإشاعة مفاهيمها بين الناس بحال من الأحوال ، وإما أن يكون كلاماً يؤمر بتدوينه ، ويثبته الله في قلبه ، ويتلوه بلسانه ، فيكون كتاباً فيما بعد ، وإلى هذا أشار الزهري بقوله :

« ما يوحي الله به إلى نبي من الأنبياء فيثبته في قلبه ، فيتكلم به ويكتبه ، وهو كلام الله. ومنه ما لا يتكلم به ولا يكتبه لأحد ، ولا يأمر بكتابته ، ولكنه يحدث الناس به حديثا ، ويبين لهم أن الله أمره ، أن يبينه للناس ويبلغهم إياه » [٢].

والقرآن الكريم من النوع الذي ثبت في قلب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتكلم به وأمر بكتابته وتدوينه ، بعد إنزاله وحيا من قبله.

وقد أورد الزركشي عن السمرقندي ثلاثة أقوال في المنزل من القرآن :

١ ـ أنه اللفظ والمعنى ، وأن جبرائيل عليه‌السلام حفظ القرآن من اللوح المحفوظ ونزل به.

٢ ـ إن جبرائيل عليه‌السلام إنما نزل بالمعاني الخاصة ، وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علم تلك المعاني ، وعبّر عنه بلغة العرب.

٣ ـ إن جبرائيل عليه‌السلام ، إنما ألقي إليه المعنى ، وأنه عبر بهذه الألفاظ بلغة العرب [٣].

والأول هو الصحيح دون ريب ، لأن جبرائيل عليه‌السلام وصف بالروح الأمين لأمانته المتناهية ، فلا يضيف ولا يغير ، ولا يبدل ولا ينسى ، ولا يخوّل ولا يتجوز ، كيف لا وهو روح القدس بقوله تعالى : ( قُلْ نزَّلَهُ روحُ القُدُسِ مِن رَّبِّكَ ... (١٠٢) ) [٤].


[١] الكهف : ١١٠.

[٢] السيوطي ، الاتقان : ١ / ١٢٨.

[٣] الزركشي ، البرهان : ١ / ٢٢٩ + السيوطي ، الاتقان : ١ / ١٢٦.

[٤] النحل : ١٠٢.

نام کتاب : تأريخ القرآن نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست