responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأريخ القرآن نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي    جلد : 1  صفحه : 27

وفيه ـ إذا صح ـ تفريق بين الوحي المباشر ، وهو جبرائيل عليه‌السلام ، وبين ما أشار إليه من المبشرات التي يبدو أنها غير الوحي الذي يريده الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الحديث.

وقد يكون الوحي بملحظ آخر عاماً بين جميع الأنبياء والرسل ، وقد يكون خاصاً بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فما كان عاماً يكون مشتركاً بينه وبين الأنبياء والمرسلين لأنه أحدهم بل سيدهم ، وما كان خاصاً ينفرد به وحده.

فالأول : كقوله تعالى : ( ومَا أرْسلنَا مِن قبلِكَ من رَّسُولٍ إلا نوحِي إليهِ أنّهُ لا إلهَ إلا أنا فاعبُدُونِ (٢٥) ) [١].

ويبدو أن هذا الوحي يشتمل على جميع أقسام الوحي وكيفياته ، ولا يختص بالايحاء بمعناه الدقيق ، لأن الإيمان بالوحدانية فطرة إنسانية تحتمها طبيعة العقل السوي ، والأنبياء بعامة يتمتعون بهذه الفطرة نفسياً وعقلياً.

قال الراغب الأصبهاني ( ت : ٥٠٢ ه‌ ) : « فهذا الوحي هو عام في جميع أنواعه ، وذلك أن معرفة وحدانية الله تعالى ، ومعرفة وجوب عبادته ليست مقصورة على الوحي المختص بأولي العزم من الرسل ، بل يعرف ذلك بالعقل والإلهام كما يعرف بالسمع ، فإذن المقصود من الآية تنبيه أنه من المحال أن يكون رسول لا يعرف وحدانية الله ، ووجوب عبادته » [٢].

والثاني : ما هو مختص بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحده ، كالأمر له في قوله تعالى : ( اتَّبِعْ ما أوحِيَ إليكَ مِن رَّبِّكَ لا إلهَ إلا هُوَ ... (١٠٦) ) [٣].

وكأخباره عن نفسه ، محكيا بقوله تعالى :

( إنْ أتّبِعُ إلا ما يُوحَى إليّ ومَا أنا إلا نذيرٌ مُّبينٌ (٩) ) [٤] وكالطلب إليه بقوله تعالى :


[١] الأنبياء : ٢٥.

[٢] الراغب ، المفردات : ٥١٦.

[٣] الأنعام : ١٠٦.

[٤] الاحقاف : ٩.

نام کتاب : تأريخ القرآن نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست