نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 45
٩. الوقوف على
الآراء المطروحة حول الآية
إنّ الآراء الموروثة من الصحابة
والتابعين ثمّ علماء التفسير إلى يومنا هذا ثروة علمية ورثناها من الأقدمين ، وهم
قد بذلوا في تفسير الذكر الحكيم جهوداً كبيرة ، فألّفوا مختصرات ومفصّلات وموسوعات
حول القرآن الكريم ، فالإحاطة بآرائهم والإمعان فيها وترجيح بعضها على بعض بالدليل
والبرهان من أُصول التفسير شريطة أن يبحث فيها بحثاً موضوعياً بعيداً عن كلّ رأي
مسبق.
المراد من التفسير بالرأي هو انّ
المفسِّر يتخذ رأياً خاصاً في موضوع بسبب من الأسباب ثمّ يعود فيرجع إلى القرآن
حتى يجد له دليلاً من الذكر الحكيم يعضده ، فهو في هذا المقام ليس بصدد فهم الآية
وإنّما هو بصدد إخضاع الآية لرأيه وفكره ، وبذلك يبتعد عن التفسير الصحيح للقرآن.
وقد حذّر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كافة المسلمين من التفسير بالرأي أو
التفسير بغير علم ، فقال : « من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار
». [٢]
وقال : « من تكلم في القرآن برأيه فأصاب
فقد أخطأ ». [٣]
وليس النهي عن التفسير بالرأي منحصراً
بالأحاديث النبوية ، بل القرآن الكريم يندّد بالتقوّل على اللّه بما لا يعلم ويقول
: ( وَأَن تَقُولُوا عَلى اللّهِ مَا لا
تَعْلَمُون )[٤].
[١] وفي الحقيقة ،
التفسير بالرأي من موانع التفسير الصحيح لا من شرائطه.
[٢] أخرجه البيهقي
من حديث ابن عباس كما في البرهان في علوم القرآن : ٢ / ١٦١.
[٣] أخرجه أبو داود
والترمذي والنسائي على ما في البرهان.