نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 219
واقعها ، ومن قرأ
تاريخ النبي مع اليهود المعاصرين له يقف على أنّهم كيف كانوا يضلّلون الناس بتحريف
كتبهم ، بتفسيرها على غير وجهها؟
ولعلّ وجه التشابه ما أوردناه في الوجه
الثاني ، ومعه لا يصحّ لأحد أن يقول : إنّ التشابه بين الفريقين ، هو انّ التحريف
قد مس جوهر الكتاب المقدّس ، فإنّ ما بأيدي اليهود إنّما كُتب بعد رحيل موسى بخمسة
قرون ، ومثلها الإنجيل فإنّه أشبه بكتاب روائيّ يتكفّل ببيان حياة المسيح إلى أن
صُلِب وقُبر ، وأين هو من الكتاب السماوي؟!
نعوذ باللّه من الزلل في الرأي والقول
والعمل.
الشبهة الثالثة :
عدم الانسجام بين الآيات والجمل
وهذه الشبهة أبدعها الملاحدة حول آيات
القرآن الكريم ، واتّخذها القائلون بالتحريف ذريعة لعقيدتهم وقد كتب « سايل
الانكليزي » كتاباً في هذا الصدد ، ونقله إلى العربية هاشم العربي ـ وكأنّ الاسم
اسم مستعار ـ و ردّ عليه المحقّق البلاغي بكتاب أسماه « الهدى إلى دين المصطفى »
ولنذكر نماذج :
١. آية الكرسي
وتقديم السنة على النوم
قال سبحانه : ( لا
تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوم )[١] مع أنّ
الصحيح أن يقول لا تأخذه نوم ولا سنة ، فإنّ الرائج في هذه الموارد هو التدرّج من
العالي إلى الداني كما يقال : لا يأخذني عند المطالعة ، نوم ولا سنة.
والجواب : إنّ الأخذ في الآية بمعنى
الغلبة واللازم عندئذ هو التدرّج من الداني إلى العالي كما هو واضح ، والآية بصدد
تنزيهه سبحانه عن كلّ ما يوجب