نام کتاب : الشيخ الطوسي مفسراً نویسنده : خضير جعفر جلد : 1 صفحه : 125
قصي وغيره؟ وقد نظم الشعراء في قصة
الفيل الشعر ونقلته الرواة ، فلايمكن جحد ذلك لأنّه مكابرةٌ [١].
ومثل هذه اللفتات الذكية نجدها مبثوثةً
في تفسير الشيخ الطوسي ، ويزدحم بها تبيانه
ممايؤكد انتهاجه نهجاً عقلياً متميزاً في التفسير ، حيث ترك هذا السلوك العقلي أثراً
واضحاً على صفحات التبيان
، وما زخرت به بحوثه تشكل بمجموعها منهجاً عقلياً بحث المفسر فيه عن الحقيقة ، وظل
ينشد مصاديقها ، ويتحرى الأدلة عليها ليحاور ويناقش من يختلف معه في الرأي بروية
وهدوء وانضباطٍ مما يدلل على ثقة المفسر بنفسه وقوة الحجة التي يمتلكها ، الأمر
الذي أضفى على تفسير التبيان
صيغة موضوعية ومسحة عقلية تركت بصماتها الواضحة في ذهن كل من طالع التبيان
وتدبر بحوثه ، فاستحق بذلك الشيخ الطوسي كل ماحصل عليه من مديحٍ وثناءٍ وإطراءٍ ، إذ
استطاع وبجدارة أن يسهم في عملية تطوير التفسيرو الإنتقال به من التقليد والانشداد
للأثر والرواية إلى حيث التدبر والنزعة العقلية ، مع الأخذ بالحديث الصحيح المعتبر
، فتمكن من أن يجمع ما في المنهجين ( النقلي والعقلي ) من مزايا ومحاسن.