نام کتاب : الشيخ الطوسي مفسراً نویسنده : خضير جعفر جلد : 1 صفحه : 124
قال مفسرنا :
وفي الآية دلالة على فساد مذهب
المجبرة من وجهين :
أحدهما : إنهم كانوا قادرين على الإيمان
في الدنيا ، فلذلك طلبوا تلك الحال ، ولولم يكونوا قادرين لما طلبوا الرد إلى
الدنيا والى مثل حالهم الأُولى.
والآخر : بطلان مذهب المجبرة في تكليف
أهل الآخرة ... وهو خلاف القرآن والإجماع ، ولو كانوا مكلفين لما طلبوا الرجوع
إلى الدنيا ، ليؤمنوا ، بل كانوا يؤمنون في الحال. [١]
وقواه (فَمَن شَاء ذَكَرَهُ) دليلٌ على بطلان مذهب المجبرة في أن
القدرة مع العقل ، وأن المؤمن لاقدرة له على الكفر ، وأن الكافر لايقدر على الإيمان
، لأنّه تعالى بيّن أن من شاء أن يذكره ذكره ، لأنّه قادر عليه. [٣]
ولم يكتف الشيخ الطوسي بالرد على أصحاب
الآراء من أتباع الفرق والمذاهب الإسلاميّة المختلفة ، وكذلك أهل الكتاب ، وإنّما
حاور الملحدين أيضاً ، وأبطل مزاعمهم فلنستمع إليه يقول :
وقصة أصحاب الفيل من الأدلة الواضحة
والحجج اللائحة على الملحدين ومن أنكر الصانع ، لأنّه لايمكن نسب ذلك إلى طبيعة
ولاموجبٍ ، وكما تأولوا الزلازل والرياح والخسوف وغير ذلك مما اهلك الله به الأُمم
، لأنّه ليس في الطبيعة اقبال طيرٍ بأحجارٍ ، وتقصد أقواماً دون غيرهم حتى
تهلكهم بما ترميهم به ، ولاتعدّى إلى غيرهم ، بل ذلك من أوضح الأدلة على أنه من
فعل الله تعالى ، وليس لأحدٍ أن يضعف ذلك ، وينكر الخبر به ، لأنّ النبي (ص) لما
قرأ على أهل مكة هذه السورة ، كانوا قريبـي العهد بالفيل ، فلو لم يكن كذلك ،
ولم يكن له أصلٌ لأنكروه ، فكيف وهم أرخوا به كما أرخوا بنيان الكعبة وموت