ومعنى إله : إنّه يحقّ له العبادة ،
وغلط الرماني ، فقال : هو المستحق للعبادة ، ولو كان كماقال لماكان تعالى إلهاً
فيما لم يزل ، لأنّه لم يفعل مايستحق به العبادة ، ومعنى ماقلناه : إنّه قادر
على ما إذا فعله استحق به العبادة [٣].
كما إنّنا نجد الشيخ الطوسي في موضع آخر
يرد على الرماني حين أشكل على البلخي وهويقول : « لايجوز الوعد والوعيد بغير شرط ،
لأنّ فيه يأساً من الإيمان أو الكفر ، وذلك بمنزلة الصد عنه ».
وقال الرماني :
وهذا لايصح من قبل أنّ السورة قد دلت
على معنى الوعد من غير شرطٍ يوجب الشك ، فلوكان في قطع الوعيد يأس بمنزلة الصد
عن الإيمان لكان في قطع الوعد بأمان مايوجب الاتكال عليه دون مايلزم من الاجتهاد
، والذي يخرجه من ذلك أنّ العقاب من أجل الكفر كما أن الثواب من أجل الإيمان.
فرد الشيخ الطوسي على الرماني قائلاً :
وهذا ليس بشيء ، لأنّ للبلخي أن يشرط
الوعد بالثواب بانتفاء مايبطله من الكبائر ، كما أنّه شرط الوعيد بالعقاب
بانتفاء مايزيله من التوبة فقد سوى بين الأمرين [٤].
كما اعترض الشيخ الطوسي على الرماني وهو
يتحدث عن قبح الجهل فقال :