نام کتاب : مستمسك العروة الوثقى- ط بیروت نویسنده : الحكيم، السيد محسن جلد : 10 صفحه : 221
وآية الحبط مختصة بمن مات على كفره [١] , بقرينة الآية الأخرى , وهي قوله تعالى ( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ .. )[١]. وهذه الآية دليل على قبول توبة المرتد الفطري [٢]. فما ذكره بعضهم , من عدم قبولها منه لا وجه له.
وفيه ـ كما في الجواهر وغيرها ـ : أنه مخالف للوجدان , ولظواهر الكتاب والسنة. وفي المدارك : « يدفعه صريحاً : قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا .. )[٢] حيث أثبت الكفر بعد الايمان .. ». إلا أن يقال : إن الاستعمال أعم من الحقيقة. فتأمل.
[١] في الجواهر ناقش فيها أولاً : باختصاصها بالعمل حال الكفر , فلا تشمل ما نحن فيه. وثانياً : بما ذكره في المتن. لكن المناقشة الأولى غير مطردة في أدلة الإحباط , لظهور بعضها في حبط العمل قبل الكفر , مثل قوله تعالى : ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ .. )[٣]. وكأنه لذلك لم يتعرض لها المصنف.
[٢] في الدلالة خفاء , إذ مفادها ليس إلا عدم حبط عمل من لم يمت وهو كافر. وذلك أعم من قبول التوبة في الآخرة , لجواز أن يكون عدم الحبط موجباً لتخفيف العذاب , ولا تدل على ثبوت الثواب ـ فتأمل ـ فضلاً عن قبولها في الدنيا , من حيث الطهارة والنجاسة ,