نام کتاب : تذكرة الفقهاء- ط آل البيت نویسنده : العلامة الحلي جلد : 7 صفحه : 394
المرء لسانه إلاّ من خير كما قال تعالى ، فإنّ الله يقول ( فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ )[١] فالرفث : الجماع ، والفسوق : الكذب ، والجدال : قول الرجل : لا والله وبلى والله » [٢].
ولأنّ ترك الكلام فيما لا ينفع ممّا يقتضي صيانة النفس عن اللغو والوقوع في الكذب وما لا يحلّ ، فإنّ من كثر كلامه كثر سقطه وقد قال 6 : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) [٣] فيستحب ترك الكلام فيما لا يتعلّق بالذكر والبحث في العلوم مطلقا ، إلاّ أنّه في حال الإحرام أشدّ استحبابا ، لأنّه حال عبادة واستغفار واستشعار بطاعة الله تعالى ، فيشبه الاعتكاف.
ولا يعارض ذلك ما رواه العامّة عن عمر أنّه كان إذا ركب ناقته وهو محرم يقول :
وفعل عمر لا حجّة فيه ، خصوصا مع معارضة فعل النبي 6.
مسألة ٣١٣ : لو ارتدّ في أثناء الحجّ والعمرة ، لم تفسدهما ، ولا يعتدّ بما فعله في زمان الردّة ـ وهو قول بعض الشافعية [٥] ـ لأصالة الصحّة ، وبراءة الذمّة ، والخروج عن العهدة بامتثال الأمر.
وقال بعض الشافعية : إنّها تفسدهما ، سواء طال زمانها أو قصر [٦].