نام کتاب : تذكرة الفقهاء- ط آل البيت نویسنده : العلامة الحلي جلد : 6 صفحه : 159
وبما رواه عبد الأعلى في الرجل يريد السفر في شهر رمضان ، قال : « يفطر وإن خرج قبل أن تغيب الشمس بقليل » [١].
والآية مخصوصة بالخبر الذي رويناه. والحديث ضعيف السند ومقطوع.
وأمّا العامة فنقول : المسافر عندهم لا يخلو من أقسام ثلاثة :
أحدها : أن يدخل عليه شهر رمضان وهو في السفر ، فلا خلاف بينهم في إباحة الفطر له [٢].
الثاني : أن يسافر في أثناء الشهر ليلا ، فله الفطر في صبيحة الليلة التي يخرج فيها وما بعدها في قول عامة أهل العلم [٣].
وقال عبيدة السلماني وأبو مجلز وسويد بن غفلة : لا يفطر من سافر بعد دخول الشهر ، لقوله تعالى ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) وهذا قد شهده [٤].
ولا حجّة فيها ، لأنّها متناولة لمن شهد الشهر كلّه ، وهذا لم يشهده كلّه.
ويعارض بما روى ابن عباس ، قال : خرج رسول الله 6 عام الفتح في شهر رمضان فصام حتى بلغ الكديد [٥] فأفطر وأفطر الناس [٦].
الثالث : أن يسافر في أثناء اليوم من رمضان ، فحكمه في اليوم الثاني حكم من سافر ليلا.
وفي إباحة فطر اليوم الذي سافر فيه قولان :
أحدهما : أنّه لا يجوز له فطر ذلك اليوم ـ وهو قول مكحول والزهري ويحيى الأنصاري ومالك والأوزاعي والشافعي وأصحاب الرأي وأحمد في
[١] التهذيب ٤ : ٢٢٩ ـ ٦٧٤ ، الإستبصار ٢ : ٩٩ ـ ١٠٠ ـ ٣٢٤.
[٢] المغني ٣ : ٣٤ ، الشرح الكبير ٣ : ٢١ ، والآية ١٨٤ من سورة البقرة.
[٣] المغني ٣ : ٣٤ ، الشرح الكبير ٣ : ٢١ ، والآية ١٨٤ من سورة البقرة.
[٤] المغني ٣ : ٣٤ ، الشرح الكبير ٣ : ٢١ ، والآية ١٨٤ من سورة البقرة.
[٥] الكديد : موضع بالحجاز على اثنين وأربعين ميلا من مكة. معجم البلدان ٤ : ٤٤٢.
[٦] صحيح البخاري ٣ : ٤٣ ، صحيح مسلم ٢ : ٧٨٤ ـ ١١١٣.
نام کتاب : تذكرة الفقهاء- ط آل البيت نویسنده : العلامة الحلي جلد : 6 صفحه : 159