نام کتاب : بحوث في الفقه المعاصر نویسنده : الجواهري، الشيخ حسن جلد : 1 صفحه : 425
العنصرين معاً : المال
، والمخاطرة. ومن قال أن رب المال يكسب الربح بماله فانما يعني ضمناً أنه يكسب
الربح بمخاطرته أيضاً ، لأن رب المال يملك المال ويتحمل مخاطرة الملك.
كذلك العامل يكسب ربحه من عنصري العمل
والمخاطرة ، ولا ريب أن هذه المخاطرة تعطيه حقاً في زيادة كسبه. فلو عمل عامل بأجر
شهري مضمون قدره 5000 ريال ، فانه لا يرضى بأن يعمل مضارباً مُخَاطِراً إذا توقع
أن يكون عائده الشهري 5000 ريال فقط ، ويرضى إذا زاد العائد المتوقع على هذا
المبلغ زيادة مُرْضِية.
4 ـ المخاطرة في
القرض الربوي :
القرض الربوي حرام في الإسلام ، فلا
يجوز التذرع بالمخاطرة التي يتعرض لها المقرض ، لاستباحة الربا على القرض.
فالمخاطرة هنا ليست مصدراً للكسب ، لأن الربا حرام. ولكن حرمة الربا كحرمة القمار
لا تعني أن كل مخاطرة حرام ، ولا أن كل مخاطرة لا تفيد كسباً.
ثانياً ـ رأينا في
المخاطرة : مُنتجة ولها عائد
1 ـ المخاطرة لا غنى عنها في كل الأنشطة
الاقتصادية النافعة ، من زراعة وصناعة وتجارة ونقل ... الخ ، بل هي مهمة جداً في
الانتاج والتنمية. وكلما زادت المخاطرة في المشروعات وجب أن تزيد أرباحها المتوقعة
، وإلاّ أحجم الناس عنها ، ولو عظمت منفعتها العامة.
2 ـ المال والعمل من عوامل الانتاج ، ولكن
في حين أن المال والعمل هما من عوامل الانتاج المستقلة ، فإن المخاطرة من عوامل
الانتاج التابعة ، أعني بهذا أن المخاطرة لا تستقل في الكسب ، بل تنضاف إلى مال أو
عمل ، فتزيد في الكسب. فمن أَجَّر مالا ( آلة مثلا ) بأجر مضمون ، فانه إذا أجَّره
بحصة من الايراد أو من الربح ،
نام کتاب : بحوث في الفقه المعاصر نویسنده : الجواهري، الشيخ حسن جلد : 1 صفحه : 425