إعلم أن الأرض لله يورثها من يشاء من
عباده والعاقبة للمتقين.
وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال : ركض
جبرائيل عليه السلام برجله حتى جرت خمسة أنهار ، ولسان الماء يتبعه : الفرات ، ودجلة ، والنيل ، ونهر مهربان [١] ، ونهر بلخ فما سقت وسقي منها فللإمام ، والبحر المطيف بالدنيا [٢].
وروي أن الله جل وعز جعل مهر فاطمة عليها
السلام خمس الدنيا[٣]
، فما كان لها صار لولدها عليهم السلام.
وقيل للعالم عليه السلام : ما أيسر ما
يدخل به العبد النار ؟ قال : أن يأكل من مال اليتيم درهماً ، ونحن اليتيم [٤].
وقال جل وعلا : (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ
فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)[٥]
إلى آخر الآية ، فتطول علينا بذلك ـ امتناناً منه رحمة ـ إذا كان المالك
للنفوس والأموال وسائر الأشياء الملك الحقيقي ، وكان ما في أيدي الناس
عواري و انهم مالكون مجازاً لا حقيقة له.
[١] كذا في نسخة « ش » و « ض » والظاهر أن المقصود مهران : كما يظهر من ياقوت الحموي
أنه في باكستان الحالية ، فلعله نهر البنجاب ولم تجد فيما بين أيدينا من المصادر « مهربان » وقد
ورد في المصادر الآتية « مهران » ، انظر « معجم البلدان ٥ : ٢٣٢ ».