نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 6 صفحه : 458
كما أشار إليه
الامام في كتابه إليه وقال :
« فقد آن لك أن تنتفع باللمح الباصر ،
من عيان الاُمور ، وقد سلك مدارج أسلافك بادّعائك الأباطيل واقتحامك غرور المين
والأكاذيب ، وبانتحالك ما قد علا عنك ، وابتزازك لما قد اختزن دونك فراراً من الحق
» [١].
هذا ونظائره المذكورة في التاريخ دفع
الحسين إلى الثورة ، وتقديم نفسه وأهل بيته إلى المجزرة مع العلم بأنّه لا ينجح في
ثورته نجاحاً ظاهريا ولا يغلب على العدو بالسيف والقوة ، لكن كان يقف على أنّ شجرة
الإسلام ستنمو بدمه الطاهر ، وأنّ مصباحه سيتوقّد بدماء أهل بيته وأصحابه ، وأنّ
الاُمّة ستتّخذ من تلك الثورة دروساً وعبراً حتّى قيام الساعة. وإليك ما يدل على
أنّ الإمام خاض المعركة مع العلم بأنه سيقتل ويستشهد.
كان المعروف منذ ولادة الامام الحسين عليهالسلام انّه سيستشهد في العراق في أرض كربلاء
وعرف المسلمون ذلك في عصر النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
ووصيّه لذا كان الناس يترقّبون حدوث تلك الفاجعة وإليك بعض ما يدل على ذلك ممّا
يرجع إلى زمان خروجه.
١ ـ روى غير واحد من المحدّثين عن أنس
بن الحارث الذي استشهد في كربلاء أنّه قال : سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّ ابني هذا يقتل بأرض يقال لها
كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره » فخرج أنس بن الحارث فقتل بها مع الحسين عليهالسلام[٢].
٢ ـ إن أهل الخبرة والسياسة في عصر الإمام
كانوا متّفقين على أنّ الخروج