نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 6 صفحه : 283
المسألة الأُولى :
وجوب تنصيب الإمام على اللّه سبحانه
اتّفقت الاُمّة الاسلامية على وجوب نصب
الامام ، سوى العجاردة من الخوارج ، ومعهم حاتم الأصمّ أحد شيوخ المعتزلة (٢٣٧) [١] فذهب المسلمون إلى وجوب نصب الإمام ،
إمّا على اللّه سبحانه كما عليه الشيعة ، وإمّا على الاُمّة كما عليه غيرهم ،
فوجوب نصب الامام لا خلاف فيه بين المسلمين ، وإنّما الكلام في تعيين من يجب عليه
ذلك.
وليس المراد من وجوبه على اللّه سبحانه
، هو إصدار الحكم من العباد على اللّه سبحانه ، حتى يقال ( إنِ
الحُكْمُ إلا لِلّهِ )[٢] بل المراد
كما ذكرنا غير مرّة ، أنّ العقل
[١] ادّعت العجاردة
بأنّ الواجب على الاُمّة التعاون والتعاضد لإحياء الحق وإماته الباطل ، ومع قيام
الاُمّة بهذا الواجب لا يبقى للإمام فائدة تستدعي تسلّطه على العباد ، أمّا إذا اختلفت
الاُمّة ولم تتعاون على نشر العدل واحقاق الحق فيجب عليها تعيين من يقوم بهذه
المهمات ، وعلى ذلك فالإمامة لا تجب بالشرع ولا بالعقل ، وإنّما تجب للمصلحة
أحياناً ، وقد تعرّفت على عقيدة الخوارج في الموضوع في الجزء الخامس من هذه
الموسوعة.