نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 54
الإيضاح جهده ،
فيسهب جداً ، ومعظمها من كلام شيخه بتصرف في ذلك ، وله في ذلك ملكة قوية ، ولا
يزال يدندن حول مفرداته وينصرها ويحتج لها .. وجرت له محن مع القضاة ، منها في
ربيع الأول طلبه السبكي بسبب فتواه بجواز المسابقة بغير محلل فأنكر عليه ، وآل
الأمر إلى أنّه رجع عما كان يفتي به من ذلك ».
كلام ابن الحصني في حقه
وقال التقي الحصني : كان ابن تيمية ممن
يعتقد ويفتي بأنّ شدّ الرحال إلى قبور الأنبياء حرام لا تقصر فيه الصلاة ، ويصرّح
بقبر الخليل وقبر النبي ( صلى اللّه عليهما وسلم ) ، وكان على هذا الاعتقاد تلميذه
ابن قيم الجوزية الزرعي ، وإسماعيل بن كثير الشركويني ، فاتّفق أنّ ابن قيم
الجوزية سافر إلى القدس الشريف ، ورقي على منبر في الحرم ووعظ وقال في أثناء وعظه
بعد أن ذكر المسألة : وها أنا راجع ولا أزور الخليل.
ثم جاء إلى نابلس ، وعمل له مجلس وعظ ،
وذكر المسألة بعينها حتى قال : فلا يزور قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فقام إليه الناس وأرادوا قتله ، فحماه منهم والي نابلس ، وكتب أهل القدس وأهل
نابلس إلى دمشق يعرّفون صورة ما وقع منه ، فطلبه القاضي المالكي فتردد وصعد إلى
الصالحية إلى القاضي شمس الدين بن مسلم الحنبلي وأسلم على يديه ، فقبل توبته وحكم
بإسلامه وحقن دمه ، ولم يعزّره لأجل ابن تيمية ... ثم أحضر ابن قيم الجوزية
وادُّعي عليه بما قاله في القدس الشريف وفي نابلس فأنكر ، فقامت عليه البينة بما
قاله ، فأُدّب وحُمل على جمل ، ثم أُعيد إلى السجن ، ثم أُحضر إلى مجلس شمس الدين
المالكي وأرادوا ضرب عنقه ، فما كان جوابه إلاّ أن قال : إنّ القاضي الحنبلي حكم
بحقن دمي وبإسلامي وقبول توبتي ، فأُعيد إلى الحبس إلى أن أُحضر الحنبلي فأخبر بما
قاله ، فأُحضر وعزّر وضرب بالدرة ، وأُركب حماراً وطيف به في البلد والصالحية ،
وردّوه إلى الحبس ـ وجرسوا ابن القيم وابن كثير ، وطيف بهما في البلد وعلى باب
الجوزية لفتواهم في مسالة الطلاق.
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 54