نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 52
عصره صاروا كلهم
إلباً واحداً ضدّه حسداً من عند أنفسهم ، فَلْيَتّهم عقله وإدراكه قبل اتّهام
الآخرين ، بعد أن درس مبلغ بشاعة شواذه في الاعتقاد والعمل ، وهو لم يزل يستتاب
استتابة إثر استتابة ، وينقل من سجن إلى سجن إلى أن افضى إلى ما عمل وهو مسجون
فقير ، هو وأهواؤه في البابين ، بموته وبردود العلماء عليه ، وماهي ببعيدة عن
متناول رواد الحقائق.
كلامه في حق تلميذه ابن
القيم
وكان ابن زفيل الزرعي المعروف بابن
القيم يسايره في شواذه حياً وميتاً ، ويقلده فيها تقليداً أعمى في الحق والباطل ،
وإن كان يتظاهر بمظهر الاستدلال ، لكن لم يكن استدلاله المصطنع سوى ترديد منه
لتشغيب قدوته ، دائباً على إذاعة شواذ شيخه ، متوخياً ـ في غالب مؤلفاته ـ تلطيف
لهجة أُستاذه في تلك الشواذ لتنطلي وتنفق على الضعفاء ، وعمله كله التلبيس
والمخادعة والنضال عن تلك الأهواء المخزية ، حتى أفنى عمره بالدندنة حول مفردات
الشيخ الحراني.
تراه يثرثرفي كل واد ويخطب بكل ناد ،
بكلام لا محصل له عند أهل التحصيل ، ولم يكن له حظ من المعقول ، وإن كان كثير
السرد لآراء أهل النظر ، ويظهر مبلغ تهافته لمن طالع شفاء العليل له بتبصّر ،
ونونيته [١]
وعزَوْه من الدلائل على أنّه لم يكن ممن له علم بالرجال ولا بنقد الحديث ، حيث
أثنى فيهما على أُناس هلكى ، واستدل فيهما باخبار غير صحيحة على صفات اللّه
سبحانه.
وقد ذكره الذهبي في المعجم المختص بما
فيه عبرة ، ولم يترجم له الحسيني
[١] وهي قصيدته
البالغة خمسة آلاف بيت في العقائد ، وهي الّتي رد عليها السبكي بتاليف كتاب السيف
الصقيل ، وأكمله محمد الكوثري وأسماه تكملة السيف الصقيل ، وها نحن ننقل هاتيك
العبارات منها.
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 52