نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 49
رآه السبكي في خطه ،
واطال ابن تيمية في الاستدلال بذلك بما تمجّه الأسماع وتنفر منه الطباع ، بل زعم
حرمة السفر لها إجماعاً ، وأنّه لا تقصر فيه الصلاة ، وأنّ جميع الأحاديث الواردة
فيها موضوعة ، وتبعه بعض من تأخّر عنه من أهل مذهبه!.
قلت : من هو ابن تيمية حتّى ينظر إليه؟
أو يعوّل في شيء من أُمور الدين عليه؟ وهل هو إلاّ كما قال جماعة من الأئمة الذين
تعقّبوا كلماته الفاسدة ، وحججه الكاسدة ، حتّى أظهروا عوار سقطاته ، وقبائح
أوهامه وغلطاته ، كالعز بن جماعة : عبد أذلّه اللّه وأغواه ، وألبسه رداء الخزي
وبوّأَهُ من قوة الإفتراء والكذب ما أعقبه الهوان ، وأوجب له الحرمان ... » [١].
١٣ ـ ملاّ علي القارىء
الحنفي ( ت ١٠١٦ هـ )
وقال ملاّ علي القارىء الحنفي في شرحه
على الشفاء [٢]
: « وقد أفرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرم السفر لزيارة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما أفرط غيره حيث قال : كون الزيارة
قربة معلوم من الدين بالضرورة. وجاحده محكومع ليه بالكفر ، ولعلّ الثاني أقرب إلى
الصواب ، لأنّ تحريم ما أجمع العلماء فيه على الاستحباب يكون كفراً ، لأنّه فوق
تحريم المباح المتفق عليه في هذا الباب ».
١٤ ـ أبو العباس أحمد بن
محمد المكناسي ، الشهير بابن القاضي ( ٩٦٠ ـ ١٠٢٥ هـ )
وقد ترجمه ابن القاضي في ذيل وفيات
الأعيان المسمى بـ « درة الحجال في أسماء الرجال » قال : « أحمد بن عبد الحليم
مفتي الشام ومحدّثه وحافظه ، وكان يرتكب شواذ الفتاوى ، ويزعم أنّه مجتهد » [٣].
[١] فرقان القرآن ،
ص ١٣٢ ـ طبع في مقدمة كتاب الأسماء والصفات للبيهقي.