نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 37
وبذلك تعرف أنّ
الدعايات الأخيرة هي الّتي تريد أن تعرّفه بشيخ الإسلام ومحيي السنة ، فما معنى
هذه الشيوخة لأهل السنة مع أنّهم أجمعوا على ضَلاله وشذوذه؟
ولأجل أن يقف القارىء على آراء معصاريه
في حقه ومقاربي زمانه ، نقتطف من غضون التاريخ جملا تكشف عن إطباق العلماء ، على
الرد عليه ونقد آرائه ، وستوافيك في أثناء البحث رسالة الذهبي إليه بنصها.
وإليك قائمة الشخصيات الذين ردّوا عليه
في عصره أو بعده بقليل :
١ ـ الشيخ صفي الدين الهندي
الأرموي ( ت ٧١٥ هـ )
عرّفه السبكي بقوله : « متكلم على مذهب
الأشعري ، كان من أعلم الناس بمذهب الشيخ أبي الحسن وأدراهم بأسراره ، متضلّعاً
بالأصلين ، ومن تصانيفه في علم الكلام « الزبدة » ، وفي أصول الفقه : « النهاية »
، وكل مصنفاته حسنة جامعة ، لاسيما « النهاية ».
مولده ببلاد الهند سنة ٦٤٤ هـ ثم قدم
دمشق سنة ٦٨٥ هـ واستوطنها وتوفي بها سنة ٧١٥ هـ ولما وقع من ابن تيمية في «
المسألة الحموية » ما وقع ، وعقد له المجلس بدار السعادة [١] بين يدي الأمير « تنكز » وجمعت العلماء
، أشاروا بأنّ الشيخ الهندي يحضر ، فحضر ، وكان الهندي طويل النفس في التقرير ،
إذا شرع في وجه يقرره لا يدع شبهة ولا اعتراضاً إلاّ اشار إليه في التقرير ، بحيث
لا يتم التقرير إلاّ وقد بعد على المعترض مقاومته ، فلما شرع يقرّر ، أخذ ابن
تيمية يعجّل عليه على عادته ، ويخرج من شيء إلى شيء.
فقال له الهندي : ما أراك يا بن تيمية
إلاّ كالعصفور حيث أردت أن أقبضه من مكان ، فرّ إلى مكان آخر.
وكان الأمير تنكز يعظم الهندي ويعتقده ،
وكان الهندي شيخ الحاضرين كلّهم ، فكلّهم صدر عن رأيه ، وحبس ابن تيمية بسبب تلك
المسألة ، وهي
[١] قال المعلق :
كان ذلك سنة ( ٧٠٥ هـ ) ، راجع البداية والنهاية ج ١٤ ص ٣٦ ـ ٣٨.
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 37