نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 9
ما للآباء من
الأفكار ؛ وعلى ذلك فعود الشيخ إلى منهج أهل الحديث ، والإبانة عن الاعتزال كان
رجوعاً موافقاً للأصل لا مخالفاً له ؛ فهو رجع إلى الفكرة التي ورثها في خزانة
ذهنه من بيته.
جدّه الأعلى : أبو موسى الأشعري
اشتهر أبو الحسن بالأشعري ، نسبة إلى
جدّه الأعلى المشتهر بهذا العنوان أيضاً ، وقد ورث جدّه أيضاً هذا اللقب عن أجداده
الأعلين ، وترجم في كتب الرجال.
قال ابن سعد في طبقاته : قد أسلم بمكة
قديماً ثمّ رجع إلى بلاد قومه ، فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فوافق
قدومهم قدوم أهل السفينتين : جعفر أصحابه من أرض الحبشة ، فوافوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بخيبر ، فقالوا : قدم أبو موسى مع أهل
السفينتين؛ وكان الأمر على ما ذكرنا أنّه وافق قدومه قدومهم. [١]
وقال ابن الأثير : كان عامل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على زبيد وعدن ، واستعمله عمر على
البصرة ، وشهد وفاة أبي عبيدة الجراح بالشام ، وكان أبو موسى على البصرة لمّا قتل
عمر ، فأقرّه عثمان عليها ثمّ عزله ، واستعمل بعده ابن عامر ، فسار من البصرة إلى
الكوفة ، فلم يزل بها حتى أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاص ، وطلبوا من عثمان ، أن
يستعمله عليهم ، فلم يزل على الكوفة حتى قتل عثمان ، فعزله عليّ عليهالسلام عنها. [٢]
لم يكن عزل عليّ إيّاه عنها اعتباطاً ،
بل لأجل أنّه كان يخذِّل الناس عن الإمام عند اشتباكه عليهالسلام مع الناكثين في أطراف البصرة ، فقد ذكر