نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 10
الطبري أنّ الإمام
عليّاً كتب إلى أبي موسى :
« إنّي وجّهت هاشم بن عتبة لينهض من
قبلك من المسلمين إلي ، فأشخص الناس ، فإنّي لم أولِّك الذي أنت به إلاّ لتكون من
أعواني على الحقّ ».
فدعا أبو موسى ، السائب بن مالك الأشعري
، فقال له : ما ترى؟ قال : أرى أن تتبع ما كتب به إليك ، قال : لكنّي لا أرى ذلك ،
فكتب هاشم إلى عليّ عليهالسلام
أنّه قد قدمت على رجل غال مشاق ظاهر الغل والشن آن.
وبعث بالكتاب مع المحل بن خليفة الطائي
، وعند ذاك بعث عليّ عليهالسلام
الحسن بن عليّوعمار بن ياسر وهما يستنفران له الناس ، وبعث قرظة بن كعب الأنصاري
أميراً على الكوفة ، وكتب معه إلى أبي موسى :
« أمّا بعد : فقد كنت أرى أن تعزب عن
هذا الأمر الذي لم يجعل الله عزّوجلّ لك منه نصيباً ، سيمنعك من ردّ أمري ؛ وقد
بعثت الحسن بن عليّوعمار بن ياسر يستنفران الناس ، وبعثت قرظة بن كعب والياً على
المصر ، فاعتزل عملنا مذموماً مدحوراً ». [١]
هذا هو حال الجد الأعلى في أوائل خلافة
الإمام عليّ عليهالسلام ، حيث خذَّل
الناس عن نصرة علي عليهالسلام
عندما قرب الاشتباك بينه وبين الناكثين ، وأمّا أمره في أواسط خلافته فحدّث عنه
ولا حرج. فقد عُيّن من جانب علي عليهالسلام
وشيعته بالعراق ممثلاً قاضياً وحاكماً ، كما عيّن عمرو بن العاص من جانب معاوية
حاكماً ، ليقضيا في أمر الفرقتين بما وجدا في كتاب الله ، وإن لم يجدا في كتاب
الله فليرجعا إلى السنّة. [٢]
فكانت نتيجة ذلك ـ ويا للأسف ـ أنّه خلع
عليّاً عن الخلافة ، وأثبت عمرو بن العاص معاوية في الخلافة ، وكأنّه وجد دليلاً
في الكتاب والسنّة على عدم صلاحية الإمام للخلافة ، وذاك وجد دليلاً حاسماً على
صلاحية معاوية