نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 352
والجر عطفاً على
الظاهر. وهذا مذهب مشهور للنحاة.
إذا ثبت هذا فنقول : ظهر أنّه يجوز أن
يكون عامل النصب في قوله تعالى : وأرجلكمهو قوله : وامسحوا ويجوز أن يكون هو قوله
: واغسلوالكن العاملين إذا اجتمعا على معمول واحد كان إعمال الأقرب أولى ، فجب أن
يكون عامل النصب في قوله : وَأرجلكم هو قوله وامسحوا ، فثبت أنّ قراءة وأرجلكم
بنصب اللام توجب المسح أيضاً ، فهذا وجه الاستدلال بهذه الآية على وجوب المسح ،
ثمّ قالوا : ولا يجوز دفع ذلك بالأخبار لأنّها بأسرها من باب الآحاد ونسخ القرآن
بخبر الواحد لا يجوز. [١]
وصية الرازي عند الموت
لمّا مرض الرازي وأيقن أنّه ملاق ربّه ،
أملى على تلميذه إبراهيم بن أبي بكر الإصفهاني وصية في الحادي والعشرين من محرم
سنة ٦٠٦ ـوممّا جاء في تلك الوصية : يقول العبد الراجي رحمة ربه الواثق بكرم مولاه
، محمد بن عمر بن الحسين الرازي وهو في آخر عهده بالدنيا وأوّل عهده بالآخرة....
فاعلموا أنّي كنت رجلاً محباً للعلم ،
فكنت أكتب في كلّ شيء شيئاً لا أقف على كميته وكيفيته ، سواء أكان حقّاً أم باطلاً
أم غثّاً أم سميناً...
وأمّا الكتب العلمية التي صنفتها أو
استكثرت من إيراد السؤالات على المتقدّمين فيها ، فمن نظر في شيء منها ، فإن طابت
له تلك السؤالات فليذكرني في صالح دعائه على سبيل التفضيل والإنعام ، وإلاّ فليحذف
القول السيّء فإنّي ما أردت إلاّ تكثير البحث ، وتشحيذ الخاطر والاعتماد في الكلّ
على الله تعالى. [٢]
وغير خفي على من سبر كتب الرازي في
الكلام والفلسفة والتفسير وغيرها ، أنّه يشكك في كثير من المسائل المسلّمة ، وربما
يبالغ بأنّه لو اجتمع الثقلان على الإجابة عن هذا الإشكال لما قدروا. [٣] ولعل هذه الندامة الظاهرة