نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 350
عن الأشاعرة ويهاجم
المعتزلة بحماس بالغ ، فمن أراد الوقوف على آرائه فعليه بفهارس الأجزاء التي جاءت
الإشارة فيها إلى استدلال الأشاعرة أو المعتزلة أو الإمامية على ما يتبنونه من
المذاهب ، ونحن نترك ذلك المجال للقارئ الكريم.
ولكن نركز هنا على نكتة ، وهي أنّ
الرازي يخالف الإمامية في غالب المجالات ، خصوصاً فيما يرجع إلى مباحث الإمامة
والآيات الواردة في حقّ الإمام علي عليهالسلام
، فيورد التشكيك تلو الآخر في كثير من القضايا التاريخية والأحاديث المستفيضة ،
ومع ذلك كلّه فقد أصحر بالحقيقة في موارد نأتي بها أداءً لحقّه في المقام :
١ ـ من اقتدى بعلىّ فقد
اهتدى
اختلف الفقهاء في الجهر بالبسملة في الصلاة
، واستدلّ الرازي على استحباب الجهر بها : بأنّ علياً كان يجهر بها ، وقد ثبت ذلك
بالتواتر ، ومن اقتدى في دينه بعليّ بن أبي طالب فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اللّهمّ أدر الحق مع علي حيث دار
». [١]
٢ ـ الكوثر أولاد الرسول
يفسر الرازي الكوثر بأولاد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويقول في عداد الأقوال : « القول
الرابع » الكوثر : أولاده ، قالوا لأنّ هذه السورة إنّما نزلت رداً على من عابه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعدم الأولاد ، فالمعنى أنّه يعطيه
نسلاً يبقون على مر الزمان ، فانظر كم قتل من أهل البيت ، ثمّ العالم ممتلئ منهم ،
ولم يبق من بني أُميّة في الدنيا أحد يعبأ به. ثمّ انظر ، كم كان فيهم من الأكابر
من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهمالسلام
والنفس الزكية وأمثالهم. [٢]