نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 345
أو سنة أربع وأربعين
، وتوفّي في « هراة » عام ست وستمائة. [١]
قال ابن خلّكان : فريد عصره ، ونسيج
وحده ، فاق أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات وعلم الأوائل ، وله التصانيف
المفيدة في حقول عديدة ، منها تفسير القرآن الكريم ، جمع فيه كلّ غريب وغريبة ،
وهو كبير لكنّه لم يكمله ، ثمّ ذكر تصانيفه وقال : وكل كتبه ممتعة ، وانتشرت
تصانيفه في البلاد ورزق فيها سعادة عظيمة ، فإنّ الناس اشتغلوا بها ورفضوا كتب
المتقدّمين ـ إلى أن قال ـ : وكان له في الوعظ اليد البيضاء ، ويعظ باللسانين :
العربي والعجمي ، وكان يلحقه الوجد في حال الوعظ ويكثر البكاء ، وكان يحضر مجلسه
بمدينة « هراة » أرباب المذاهب والمقالات ويسألونه ، وهو يجيب كلّ سائل بأحسن
إجابة ، وكان رجع بسببه خلق كثيرمن الطائفة الكرامية وغيرهم إلى مذهب أهل السنّة ،
وكان يلقب بهراة « شيخ الإسلام ».
وقد تخرج في المذهب على والده ضياء
الدين عمر ، ووالده على أبي القاسم سليمان بن ناصر الأنصاري ، وهو على إمام
الحرمين أبي المعالي ، وهو على الأُستاذ أبي إسحاق الإسفرائيني ، وهو على الشيخ
أبي الحسين الباهلي ، وهو على شيخ السنّة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري.
يقول أبو عبد الله الحسين الواسطي : «
سمعت فخر الدين ينشد بهراة على المنبر عقيب كلام عاتب فيه أهل البلد :
لا شكّ أنّ الرازي من أئمّة الأشاعرة في
عصره ، وقد نصر المنهج الأشعري في تآليفه الكلامية وفي تفسيره خاصة ، يقف عليه كلّ
من لاحظ الآيات التي تختلف في تفسيرها المعتزلة والأشاعرة ، وستقف على كلامه في تفسير
قوله سبحانه : (الرَّحمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى)[٣]ولما
كان يناظر الكرامية
[١] الكامل لابن
الأثير : ١٢/٢٨٨ ؛ والوفيات : ٤/٢٥٢.