نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 319
أصحاب الإمام
الشافعي على الإطلاق ، المجمع على إمامته ، المتفق على غزارة مادته وتفننه في
العلوم من الأُصول والفروع والأدب ، ورزق من التوسع في العبارة ما لم يعهد من غيره
، وكان يذكر دروساً يقع كلّ واحد منها في عدة أوراق ولا يتلعثم في كلمة منها ، وقد
أقام بمكة أربع سنين ، وبالمدينة يدرس ويفتي ويجمع طرق المذهب ، ولقب بإمام
الحرمين. [١]
وقد ذكر ابن الأثير في حوادث سنة ٤٥٦ الحوافز
التي ألجأت أبا المعالي إلى مغادرة موطنه والخروج إلى الحجاز ، وما هي إلاّ محنة
الأشاعرة في عصر الوزير العميد الكندري وزير طغرل بك السلجوقي قال : كان شديد
التعصب على الشافعية كثير الوقيعة في الشافعي بلغ من تعصبه أنّه خاطب السلطان ، في
لعن الرافضة على منابر خراسان ، فأذن ذلك ، فأمر بلعنهم وأضاف إليهم الأشعرية ،
فأنف من ذلك أئمّة خراسان ، منهم الإمام أبو القاسم القشيري والإمام أبو المعالي
الجويني وغيرهما ، ففارقوا خراسان ، وأقام إمام الحرمين بمكة أربع سنين إلى أن
انقضت دولته ، يدرّس ويفتي ، فلهذا لقب إمام الحرمين ، فلما جاءت الدولة النظامية
( نظام الملك ) أحضر من انتزح منهم وأكرمهم وأحسن إليهم. [٢]
أساتذته
تخرّج على والده الشيخ عبد الله بن يوسف
وكان عالماً فقيهاً شافعياً غزير الإنتاج توفي سنة ٤٣٨ وله من الآثار « الفروق » و
« السلسلة » و« التبصرة » و « التذكرة » وغيرها ، توفي والابن في سن التاسعة عشرة
، فأتم دراسته بالاختلاف إلى مدرسة البيهقي ، فتخرج على الشيخ أبي القاسم
الإسفرائيني وغيره من الأساتذة الذين أخذ عنهم علمه.[٣]
آثاره
ترك من الآثار العلمية ما يربو على
عشرين كتاباً بين مطبوع منتشر ،