وقد أقرّ بكون فدك ملكاً للزهراء في
حياة رسول الله ، وأنّ فدكاً كانت عطيةً منه صلىاللهعليهوآلهوسلم
للزهراء البتول ، غير واحد من أعلام العلماء ، ونصّوا على هذا المطلب ،
منهم : سعد الدين التفتازاني ، ومنهم ابن حجر المكي في الصواعق ، يقول صاحب
الصواعق : إنّ أبا بكر انتزع من فاطمة فدكاً [١].
فكانت فدك بيد الزهراء وانتزعها أبو
بكر.
فلماذا انتزعها ؟ وبأيّ وجه ؟ لنفرض أنّ
أبا بكر كان جاهلاً بأنّ الرسول أعطاها وملّكها ووهبها فدكاً ، فهلاّ كان عليه أن يسألها قبل الانتزاع منها ؟
وثانياً
: لو كان أبو بكر جاهلاً بكون فدك ملكاً
لها ، فهل كان يجوز له أنْ يطالبها بالبيّنة علىٰ كونها مالكة لفدك ؟ إنّ
هذا خلاف القاعدة ، وعلى فرض أنّه كان له الحق في أنْ يطالبها البيّنة على
كونها مالكة لفدك ، فقد شهد أمير المؤمنين سلام الله عليه ، ولماذا لم تقبل
شهادة أمير المؤمنين ؟ قالوا : كان من اجتهاده عدم كفاية الشاهد الواحد
وإنْ علم صدقه !
لاحظوا كتبهم ، فهم عندما يريدون أن
يدافعوا عن أبي بكر